أولاً: قبل أن تطلب العلم عليك بإخلاص النية لله تبارك وتعالى, وأن يكون طلبك العلم ابتغاء مرضاته, لا لغرض من أغراض الدنيا.
واعلم أن أصل العلم خشية الله, وأن معصية الله من أعظم أسباب الحرمان من العلم وسوء التوفيق فى الفهم.
ثانياً: ثم اعلم أنك لن تبلغ العلم الذى تريد وأنت سليم الاعتقاد صحيح النظر تقفو الأثر, إلا بأخذ العلم عن أهل السنة والبعد عن أهل البدعة, فإياك أن تأخذ العلم عن صاحب بدعة: خارجي, أو صوفي أو أشعري, ...واعرف حق الشيخ الذى تتعلم عنده, دون إفراط ولا تفريط, فلا تتجرأ عليه, ولا تغلو فيه فتعتقد أنه معصوم, وكن مع شيخك مادام مع الحق, فإن خالف الحق فكن مع الحق, واعلم أن كل أحد يؤخذ منه ويُترك إلا النبي-صلى الله عليه وسلم-.
ثالثاً: فإن كنت فى بداية الطلب لا تميز بين السنِّي والبدعي, فأقبل على الله ليلاً إذا نامت العيون وسله الهداية, (ربنا اهدنا لما ختلف فيه), ثم أَقبل على كتب أئمة ارتضتهم الأمة وشهدت لهم بالعلم, كابن باز والألبانى والعثمين, ومقبل الوادعى, والنجمى, وصالح الفوزان, ودع عنك مَن تُكُلِّمَ فيهم, فإذا مضى عليك زمان فى الطلب مع صدق اللجوء إلى الله كافأك الله بالهداية والإرشاد ومعرفة سبيل الرشاد.
رابعاً: وإن كنت فى بلد ليس فيه أحد من مشايخ أهل السنة, فاستعن بالله واستمع لأشرطة العلماء الذين ذكرت لك.
خامساً: اعلم أن العلم له أصول كما أن للشجر جذور, ومن ترك هذه الأصول حُرم الوصول إلى العلم المأمول, فلا يكن همك القراءة فى الكتب الكبار, ولكن احرص على تأصيل تلك الأصول وتأسيس العلم فى قلبك.
سادساً: انظر فى حال نفسك وعمرك وما أصبح فرضاً عليك من العلوم, فإن كنت قد جرى عليك القلم فلابد لك أن تصحح المعتقد والعبادات الواجبة عليك, دون أن تحفظ الدليل على كل مسألة منها, فإذا تعلمت ما يجب عليك منها بدأت بعد ذلك فى الحفظ.
سابعاً: إن كنت ممن جاوز العشرين فأنصحك أن تقرأ عدة كتب قبل أن تشرع فى بداية الطلب الجاد, مجرد قراءة بفهم دون حفظ, وهى: "شرح السنة" للإمام البربهارى, و"مختصر صفة صلاة النبى" للشيخ الألبانى, و "الأجوبة المفيدة عن أسئلة المناهج الجديدة" للشيخ صالح الفوزان, جمع وترتيب جمال بن فريحان الحارثى.
ثامناً: مسألة حفظ القرآن مما يشغل طالب العلم, ولكن هل يبدأ بحفظه أم يجمع بين الحفظ والطلب, هذا يرجع إلى قدرتك على الحفظ تبعاً لما يناسب عمرك, فإن كنت صغيراً, أو لديك القدرة على الحفظ السريع, فابدأ بحفظه, بعد أن تكتفى بمجرد قراءة الثلاثة كتب التى سبق ذكرها, وإلا فاجمع بين الحفظ والطلب.
تاسعاً: اعلم أن المعتقد والفقه مطلوبان لذاتهما, وغيرهما من العلوم كالنحو والمصطلح ماهو إلا وسيلة تبلغ بها إليهما, فإياك أن تجعل الوسيلة غاية, فتهتم بغير علم الوحى أكثر من اهتمامك به, كما ترى الآن رجل يقال له المحدث فلان, والأصولى فلان, وهو لا يحسن معتقد أهل السنة.
عاشراً: ابدأ فى الطلب برسالة (ثلاثة الأصول) للإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب,
